حرصت العديد من دول الشرق الأوسط على إنشاء قواتها الخاصّة ، هذه الخطوة وعلى مستوى الدول العربية بدأتها المملكة الأردنية الهاشمية
عندما طورت في بداية السبعينات قواتها الخاصة . الهدف كان إيجاد قوات
قادرة على الإستطلاع reconnaissance ، عمليات مكافحة الإرهاب anti-terror
operations ، والبحث والإنقاذ search and rescue ، وأمن المواقع الرئيسة
security for key installations .... أنشأ الأردنيون مركز لتدريب القوات
الخاصّه ( Kasotc) لخدمة الحاجات التدريبية لكلتا القوات الخاصّة ،
الأردنية والإقليمية . المركز يعرض عمليات تدريب إطلاق نيران حيه live
fire training ، والعمليات القتالية فى جميع أشكال التضاريس ، الحضرية
والريفية urban and village ، كما تم في مدينة العقبة ، بناء مبنى خاص
لتدريب الأطقم الخاصة على مواجهة الفرق والعمليات الإرهابية البحرية .
قوة المهمات المصرية 777
في
العام 1972 وبعد أن نفى الرّئيس المصري أنور السادات أكثر من 30,000
مستشار سوفيتي وبدأ بالتحرّك نحو السلام مع إسرائيل وتعزيز الروابط مع
الغرب . بدأت المخابرات المصرية بتلقي بعض التهديدات من منظمات عربية
ناشطة ، كان أبرز تلك التهديدات ما صدر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
( التي رأسها أبو نضال Abu Nidal ) والتي أقسمت على إتّخاذ إجراء عنيف ضدّ
الأهداف والشعب المصري . بسبب هذا التهديد ، الجيش المصري كلّف بمهمّة
توفير وحدة قادرة على مواجهة العمليات الإرهابية المضادة وعمليات إنقاذ
الرهائن .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في
العام 1977 شكلت رسمياً الوحدة 777 أو قوة المهماتTask Force 777 ، وبناء
على تعليمات رئاسية presidential directive ، ومقرها العام في ضاحية مدينة
ناصر فى القاهرة ، لتكون هذه أول وحدة وطنية لمكافحة الإرهاب فى الجو
والبحر والبر ( يشمل ذلك أداء المهمات داخل مصر وفي الأرض المصرية ذات
السيادة في الخارج ... سفارات مصرية ، قنصليات ، وما شابه ) تتبع قيادة
قوات مغاوير الجيش . دربت هذه القوة بدايةً على يد القوة البريطانية
الخاصة SAS ، وكذلك القوات الأمريكية الخاصّة Special Forces . لقد تم
التأكيد عند تدريب وحدة 777 على أن تكون لها لياقة بدنية عالية مميزة ،
وقابليات قتالية فى البيئات الحضرية والريفية urban and rural ، والقدرة
على صعود الجبال الصخرية ، وكافة أشكال القتال التكتيكية . كما أوكل
للوحدة فى مناسبات عدة ، مهمة توفير الحماية للرئيس المصري فى زياراته الخارجية .
فى
بدايتها كانت هذه الوحدة كانت مجهّزة بسبعة ضبّاط ومدربين ، وأربعون من
الأفراد . في حين تعرضت القوة لأول إنتكاسة لها عندما تم دفعها لعمليات
غير مخطط لها في الصحراء الليبية ( بالتأكيد إنعدام الخبرة experience
وحجم القوة كان السبب الرئيس لهذه الإنتكاسة ، بالإضافة لعدم تجهيزها
بالمعدات اللازمة ) .
ثم
جاءت الإنتكاسة الكبرى في العام 1978 عندما أُرسلت القوة 777 لتحرير رهائن
طائرة مصرية ، تم إختطافها من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ونزلت
الطائرة فى في مطار لارنكا / قبرص (19 فبراير/شباط 1978) . القوة لم تكن
مستعدة لهذه العملية ، بسسب سرعة إرسالها لعملية التحرير والإنقاذ (
التخطيط تم فى الجو والطائرة تتجه نحو المطار القبرصي ) كما أهملت قيادة
القوة المصرية ، إعلام سلطات قبرص عن إرسال القوة 777 للتعامل مع العملية .
إعتقدت
الشرطة المحليّة القبرصية ووحدات حرس المطار ، أن قوات المغاوير القادمة
كانت تعزيزات إرهابية ، وأخذت فى إطلاق النار على أفراد الوحدة المصرية
777 . وبعد 80 دقيقة من إطلاق النيران المتبادل ، قتل 15 من أفراد القوة
المصرية الخاصة ، وكذلك عدة أفراد قبارصة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الإخفاق
التالي كان فى 23 نوفمبر/تشرين الثّاني 1985 ، عندما خطف فصيل فلسطيني
طائرة مصرية وتوجه بها إلى أحد مطارات مالطا Malta ، الرحلة حملت الرقم
648 وكانت الطائرة المستهدفة من نوع بوينغ 737-200 . أبلغت القوة المصرية
777 بالحادث ، وتم الإعداد للعملية ، وهذه المرة تم التأكد من إبلاغ
السلطات المالطية عن إرسال وحدة مصرية خاصة لتحرير الرهائن .
بدأت
بوادر الإقتحام تظهر بعد قيام الخاطفين hijackers بقتل إثنان من المسافرين
بخمسة إطلاقات ، فى ذات الوقت ، إندفع أحد رجال أمن الطائرة المتخفين نحو
الخاطفين الأربعة وإستطاع في عملية بطولية قتل أحد أفرادهم ، تم أسر رجل
الأمن وإعدامه مباشرة .
حفز
هذا التطور المفاجيء قوات الوحدة 777 على الهجوم ، وحدثت الكارثة ، فمن
أصل 98 راكب على الطائرة ، قُتل 57 منهم ، إما بسبب الحروق أو الإختناق
الحادّ بسبب النيران التي إمتدت بسرعة داخل الطائرة ، عندما رمى الخاطفون
أربع قنابل يدوية فوسفورية phosphoric hand grenades وفتحوا النار بشكل
عشوائي ضدّ الرهائن الذين كانوا يمسكون بمقاعدهم ليحتموا بها .
لقد
إرتُكبت أخطاء مشتركة بين المصريين والمالطيين وإنعدم التنسيق المُفترض ،
أهم الأخطاء حدث عندما أطفأت سلطات المطار أضاءة المدرج tarmac lights ثمّ
أعادت تشغيلها فى بضع ثواني ، بينما فرق الهجوم ما زالت تقترب من مواقعهم
وقبل أن يصبحوا مستعدّين لإقتحام الطائرة . أربك هذا الخطأ العرضي
الخاطفين ، الذي ما زالوا يتفاوضون مع السلطات عن طريق راديو قمرة القيادة
، وبهذا الخطأ ، توقّعوا العمل المضاد فوراً ، فقرروا فتح الأبواب
الأمامية الجانبية ليشاهدوا أفراد القوة 777 وهم يتقدمون . بادر أفراد
الوحدة المصرية الخاصة لخرق سقف الطائرة بالشحنات المتفجّرة . كما أستخدمت
المتفجرات لإحداث ثغرة فى باب الشحن السفلي للطائرة . ضاعفت هذا المتفجرات
من نيران ودمار الطائرة ، وأدى ذلك إلى وفاة العديد من الرهائن .
وفى
الوقت الذي إستطاع فيه العديد من الرهائن الباقين الهروب من جحيم الطائرة
، فقد تم تلقفهم وإصطيادهم من قبل القنّاصة snipers المنتظرين فى الخارج
(وضعوا على قمة عربات الإنقاذ الخارجية ) ، والذين كانوا يعتقدون أنهم من
الإرهابيين . وبعد ذلك كان هناك حادثة نيران صديقة بين الوحدة 777 والقوات
المالطية المحليّة . لقد تلطخت السمعة الدولية للوحدة 777 بعد تلك الحادثة
المثيرة (Unit 777's international reputation was sullied by that
dramatic incident ) فقد إرتكب أعضاؤها عدة أخطاء ، أولاً أخفقوا فى دراسة الوضع الأرضي المحيط بالطائرة بشكل جيد ، ثانياً هم لم يدرسوا المخطّطات الخاصة بالطائرة البوينغ 737 قبل الإقتحام ، ثالثاً هم لم يكونوا يملكون قنابل صعق وإذهال stun grenades ، أخيراً
إختيارهم للمكان الخاطيء لتفجيره والدخول ، وهو سقف الطائرة ( لكي يتم صدم
وصعق الإرهابيين ويكسب وقتا للمهاجمين للدخول خلال فتحة السقف ، الشحنة
المتفجّرة زيدت إلى ما بعد المستويات الموصّى بها blast was so powerful ،
الإنفجار كان من الشدة بحيث أنه أطار ودمر ستة صفوف مقاعد وتقريبا عشرون
مسافر قتلوا مباشرة ) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بعد
هذه العملية أعاد المصريين دراسة تكتيكاتهم الهجومية ، وقرءوا بتمعن نقاط
القوة والضعف لدى قوتهم الخاصة .. وقرروا هذه المرة الإستفادة أكثر من
خبرات أصدقائهم ، الأمريكية " Delta Force " ، والفرنسية " RAID " ،
والألمانية " KSK " . وأصبح لديهم تدريبات مستمرة بجانب قوّة الدلتا
الأمريكية ، وإشتركت بالتمارين القوّات البريطانية الخاصة ، حتى قيل أن
المصريين عملوا واحدة من أفضل وحدات القوات الخاصّة في الشرق الأوسط
best special forces in the Middle East وهي الوحدة 777 ( يقدر عدد
أفرادها بنحو 250- 300 فرد مقاتل ) فأجروا تحسينات عدة ، أبرزها إعادة
تجهيز وحدتهم 777 بذات الأسلحة التي تستخدمها القوات الخاصة الأمريكية
same weapons US teams use . وحرصت القوة على إمتلاك مروحيات للتنقل
السريع ، من طراز Mi-8 و Westland ، وهذه القوة مستعدة للإنتشار الفوري
خلال 24 ساعة يوميا .
بالإضافة
إلى هذه القوة ، يمتلك المصريين أفرع أخرى للقوات الخاصة المتخصصة بمكافحة
الإرهاب ( الإجمالي الكلي يقدر بنحو 6500 عنصر قتالي ) فبالإضافة للوحدة
777 ، هناك قوّات العمليات الخاصة Special Operations Troops والتي تتبع
قوّات الأمن المركزية ( فرع وزارة الداخلية ) وتضطلع بمهمات الحماية
الخاصّة . هناك أيضاً الوحدة 333 ، والتي تضطلع بمهمة تحرير الرهائن
Hostage Rescue Force . هذه الوحدة، أسّست في الثمانينات ، ومقرّها في
جنوب القاهرة ، ويبلغ عدد أفرادها نحو 100 عنصر . هذه الوحدة جزء من جهاز
أمن الدولة ومدارة من قبل وزارة الداخلية ، وقد عُرفت بدورها العنيف فى
التعامل مع الأصوليين الإسلاميين . أما الوحدة 999 فمهمتها جمع المعلومات
والإستطلاع reconnaissance وهي أيضاً تتبع وزارة الداخلية .